العريمة.. القلعة العمورية التي لا تزال آثارها إلى الآن

تشير بعض المصادر التاريخية إلى أنَّ قلعة
العريمة هي قلعة عمورية قديمة كانت تابعة لمملكة (سيميرا، من ممالك
أوغاريت الآرامية)، ويرجَّح أنَّ تسميتها باللغة العربية تأتي من (العرمة)
التي تعنى كومة القمح غير المدروس، لوقوعها على تل غير شديد الارتفاع..
كما لقلعة العريمة تسمية ثانية (أريحا).
وهناك مصادر تاريخية أخرى
تشير -وبحسب الكسر الفخارية التي وجدت داخل القلعة وحولها- إلى أنَّ قلعة
العريمة تعود إلى الحقب الزمنية الرومانية والبيزنطية. وقد ورد أول ذكر
للقلعة في المصادر التاريخية بانتقالها من مالكيها الطرابلسيين إلى الكونت
(برتران دوتولوز)، وذلك عندما قدم فرسان الإسبتارية إلى طرابلس عام 1124م
واتخذوا قلعة الحصن لتصبح مركزاً رئيساً لهم للدفاع وللانطلاق إلى باقي
الأراضي.
وفي عام 1149 م، عادت القلعة إلى يد مالكيها الطرابلسيين،
وفي عام 1166م مالبث وعاد نور الدين محتلاً هذه القلعة من الداوية. ولكن
سرعان ما استردها الصليبيون منه. وما يؤكد هذا، وجودهم أثناء الهزة
الأرضية التي حدثت عام 1170م. وفي عام 1171م، ألحق نور الدين أضراراً
شديدة بالقلعة مرة أخرى، ولكن دون جدوى، وبقيت بيد الصلبيين حتى نهاية
عهدهم.



الوصول إلى القلعة

يتمّ الوصول إلى
قلعة العريمة عبر سلك طريقين أساسيين: الأول طريق عام (طرطوس-حمص) حتى
الوصول إلى مفرق (الصفصافة) حيث يتمّ الوصول إليها عبر نفق تحت الجسر،
أوعن طريق سلوك طريق عام (طرطوس- صافيتا) حتى الوصول إلى مفرق (خربة
المعزة)، ثم بالالتفاف إلى اليمين حتى الوصول إلى القلعة.

أقسام قلعة العريمة:

تتألف القلعة من قسمين (سفلي وآخر علوي). والقلعة العلوية أشدّ تحصيناً
إلى الشمال من الأولى، ويفصلهما جدار عرضي سميك، انهارت واجهته، ويحيط به
سور واضح المعالم وعليه أبراج لا تزال بقاياها قائمة إلى اليوم.
القلعة السفلية فسيحة يحيط بها سور خارجي واحد، ويقسمها جدار عرضي من
وسطها تقريباً. القلعة العلوية يفصلها عن باقي الأجزاء قناة عميقة تغطيها
في الوقت الحالي أشجار البلوط والنباتات البرية. وبالقرب من مركز القلعة
العلوية، تنتصب قلعة القصر مستطيلة الشكل ذات الأبراج، محاطة بفناء أمامي
مسوّر بسيط الشكل يتماشى مع الأرض. والقلعة متهدمة متداعية بكاملها؛ فهي
عبارة عن بقايا سورها وأبراجها، إلا أنها محافظة على قلعة القصر إلى حدٍّ
ما. وقلعة العريمة هي قلعة كبيرة حصينة، تضمُّ عدة أسوار، حيث تهدَّمت
أسوارها الخارجية، وبعضها آيل إلى السقوط، بفعل الحتّ تحته في الجهة
الجنوبية. ولا يزال فيها برجان من الحجر الكلسي الأبيض، مع بعض الغرف
والقاعات الطويلة التي تقوم على عقود، ولكنها في طريقها إلى الانهيار
لانعدام العناية